الجمعة، 3 فبراير 2012

حوار الصورة ..


حوار الصورة

تعتبر الصورة الفوتوغرافية اكتشاف علمي وتقنى يرجع إلى القرن التاسع عشر, وقد بدأت مسيرتها مع ولادة السينما جنبا إلى جنب, فالسينما في حقيقة الأمر وعلى حد توصيف أحد النقاد ماهى إلا صورة فوتوغرافية ولكنها متحركة.
وكان تطور الفوتوغرافيا في القرن العشرين هو انعكاس لذاكرتنا الجماعية  لكل هذه السنوات.. ورغم ذلك فإن الاعتراف بالصورة الفوتوغرافية كأسلوب فني حقيقي لم يحدث إلا بعد مائة عام من ذلك, ولم نرها في المعارض إلا حتى وقت قريب جدا.
وكانت مصر من أولى بلدان العلم التي استخدمت فيها الفوتوغرافيا, وكان ذلك لتسجيل الاكتشافات الأثرية الهامة التي   اجتذبت بتفردها كثيرا من الفنانين الذين تركوا لنا روائع فوتوغرافية لا للآثار وحدها وإنما أيضا لأفراد (لشخوص) من شعبها. وهكذا وجدنا صورا بالمكتبة الألمانية  العتيقة بالقاهرة, ظلت في متناول أيدينا حتى وقت قريب. هذه الصور التي أطلق عليها النقاد العالميون " إستشراقية,

هذه الثروة التاريخية والثقافية كانت موضوع  لدراسة الفنان إبراهيم شلبي ,وهو فنان مصري على دراية بكل مجريات الفن وتياراته العالمية, فقد عاش في العراق وفى المملكة العربية السعودية وفى اسبانيا ( حيث أقمنا معرضا مشتركا في صالة العرض  الإسبانية ألباطروص عام 2008). من كل هذه التجارب جاء مشروعه الحالي الذي يقدمه لنا باسم  أرى, وأسمع , وأتكلم"’".ولكن الطريقة التي قدم بها إبراهيم شلبي  المقولة العالمية ألمعروفه:  "أرى وأسمع ولأتكلم"  تشكل نظرة متفردة , جذابة وهامه

.لقد ألتصق الفنان  بالتغيرات الجذرية والتطورات الهائلة التي يمر بها عالمنا في هذه الأوقات .من هنا يترك  الفنان فرشاته التي طالما أوفرت له نجاحا كبيرا, ليتجه نحو  الفوتوغرافيا التي  وجد فيها طريقة جديدة ليعبر فيها عن قلقه  تجاه  المصاعب التي يمر بها عالمنا وخاصة ما يتعلق بالإنسان  وعلاقته بالآخر

.لقد قرر الفنان إبراهيم شلبي أن يتكلم عبر هذه الصور الفوتوغرافية المتفردة المدهشة لكي يدين بطريقته الخاصة الأنانية التي سادت بين أناس هذا العصر وشعوبه. وهو يكسر بذلك حاجز الصمت والرضي بالواقع,لكي يقول  لنا -عبر هذه النوافذ الجذابة-  لقد حانت الساعة واللحظة التي نرى وتمحص فيها الأشياء, وأنه لا يجب أن نبقى صامتين أمام الظلم الذي يسود العالم وأن علينا أن نستمع  ونصغي إلى بعضنا البعض ,وأن نتشارك, وأن نتحاور مع الجميع لكي نشكل معا العالم الأفضل الذي نصبو إليه... 
انطونيو الكازار
فنان تشكيلى- مشرف متاحف

مدريد 2010

0 التعليقات:

About This Blog

Lorem Ipsum

  © Blogger templates Newspaper III by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP